بسسسسسم الله الرحمن
الرحححححححيم
آلسلـآم عليكم ورحمة الله وبركآته خلق الله مخلوقات الارض كلهم من ام و اب
لكن اصطفى منهم اية ليكونوا آية للناس هم اولهم سيدنا ( آدم ) عليه السلام من تراب الارض
وامنا ( حواء ) من ضلع سيدنا آدمو ( كبش ) فداء سيدنا اسماعيل عليه السلام انزل من السماءو( ناقة ) سيدنا صالح التي خرجت من الجبلو( حية ) سيدنا موسى هي من عصاهعليهم وعلى سيدنا محمد
افضل الصلاة و السلام
ملخص قصة آدم عليه السلام
أبو البشر، خلقه الله بيده وأسجد له الملائكة وعلمه الأسماء وخلق له زوجته
وأسكنهما الجنة
وأنذرهما ألا يقربا شجرة معينة ولكن الشيطان وسوس لهما فأكلا منها فأنزلهما
الله إلى الأرض
ومكن لهما سبل العيش بها وطالبهما بعبادته وحده وحض الناس على ذلك، وجعله
خليفته في
الأرض، وهو رسول الله إلى أبنائه وهو أول الأنبياء
يبين لنا الله تعالى بداية الأمر بقوله جل من قائل:
وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ
فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً
قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء
وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ
قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ
إن الله تعالى حين قرر خلق آدم، حدث ملائكته من باب إعلامهم كي يسجدوا له،
لا من باب أخذ رأيهم أو استشارتهم.. تعالى الله عن ذلك علوًا كبيرًا.
حدثهم الله تعالى أنه سيجعل في الأرض خليفة، وأن هذا الخليفة ستكون له ذرية
وأحفادًا،
و أنه أحفاده وذريته سيفسدون في الأرض، ويسفكون فيها الدماء.
وقامت الحيرة في نفوس الملائكة الأطهار.
إنهم يسبحون بحمد الله، ويقدسون له..
والخليفة المختار لن يكون منهم، فما هو السر في ذلك؟
ما هي حكمة الله تبارك وتعالى في الأمر؟
لم تستمر حيرة الملائكة وتشوقهم إلى شرف الخلافة في الأرض
ودهشتهم من تشريف آدم بها، لم يستمر هذا الحوار الداخلي طويلا..
ثم ردهم إلى اليقين والتسليم قوله تعالى:
إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ
وبهذه الإشارة إلى علمه المحيط وعلمهم القاصر عاد التسليم واليقين.
قال تعالى في سورة (البقرة):
وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ
عَلَى الْمَلاَئِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي
بِأَسْمَاء هَـؤُلاء إِن كُنتُمْ (31) صَادِقِينَ قَالُواْ سُبْحَانَكَ لاَ
عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا
إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (32) قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم
بِأَسْمَآئِهِمْ فَلَمَّا أَنبَأَهُمْ
بِأَسْمَآئِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ
السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ
مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ
أراد الله تعالى أن يقول للملائكة إنه علم ما أبدوه من الدهشة حين أخبرهم
أنه سيخلق آدم،
كما علم ما كتموه من الحيرة في فهم حكمة الله،
كما علم ما أخفاه إبليس من المعصية والجحود..
أدرك الملائكة أن آدم هو المخلوق الذي يعرف.. وهذا أشرف شيء فيه..
قدرته على التعلم والمعرفة.. وعرف الملائكة لماذا أمرهم الله بالسجود
له.. كما فهموا السر في أنه سيصبح خليفة في الأرض، يتصرف فيها ويتحكم
فيها..
بالعلم والمعرفة.. معرفة بالخالق.. وهذا ما يطلق عليه اسم الإيمان أو
الإسلام..
وعلم بأسباب استعمار الأرض وتغييرها والتحكم فيها والسيادة عليها..
ويدخل في هذا النطاق كل العلوم المادية على الأرض.
إن نجاح الإنسان في معرفة هذين الأمرين (الخالق وعلوم الأرض)
يكفل له حياة أرقى.. فكل من الأمرين مكمل للآخر.ملخص قصة أمنا
حححححححواء
أمنا حواء هي سيدة العالم الأولى التي شرفت الدنيا بطلعتها،
وهي أم البشرية التي ننتسب اليها ونعتز بها،
فلولا الله ثم هيا لما وجدنا على وجه البسيطة.
ويذكر جابر الشال في كتابه قصص النساء في القرآن الكريم
بأن الله خلق آدم أبا البشر واسكنه الجنة، فكان يسير فيها وحيدا،
فأراد الله له ما يملأ حياته فخلق له حواء زوجة له.
ولقد ورد ان الله القى على آدم النوم، وفي اثناء نومه اخذ ضلعا من
اضلعه من شقه الأيسر يقال له القصيري، فخلق منه حواء من غير ان يشعر.
ثم زينها بأنواع الزينة واجلسها عند رأسه فلما استيقظ وجدها عند رأسه،
فقالت الملائكة لآدم: من هذه؟ قال: امرأة، قالوا: ما اسمها؟ قال: حواء،
قالوا: صدقت، ولم سميت حواء؟ قال: لأنها خلقت من شيء حي،
قالوا: ولماذا خلقها الله؟ قال: لتسكن الي واسكن اليها.
ثم قال الله لهما:
“يا آدم اسكن انت وزوجك الجنة وكلا منها رغدا حيث
شئتما
ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين”
الآية رقم 35 من سورة البقرة. مقططفات من قصة
إسماعيل عليه السلام
مضى الى هناك حيث أمره ووقف ابراهيم أمام
ابنه اسماعيل عليهما السلام وقد أصبح الاثنان في خلوة
لا يراهما أحد الا الله سبحانه عز وجل, عندئذ قال ابراهيم لابنه اسماعيل:
{ يا بنيّ اني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى,
قال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني ان شاء الله من الصابرين**. الصافات 102.
انظر الى تلطف ابراهيم في ابلاغ ولده هذا الأمر, وتركه للأمر
لينظر فيه الابن بالطاعة, ان الأمر مقضي في نظر ابراهيم لأنه وحي من ربه..
فماذا يرى الابن الكريم في ذلك؟ وجاءت اجابة اسماعيل بنفس
جواب ابراهيم عليه السلام هذا أمر يا أبي, انه أمر الله, فبادر بتنفيذه,
وجاء الرد في القرآن على لسان اسماعيل يقول:
{ يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني ان شاء الله من الصابرين**.
انظر الى هذا الشق من المعجزة, انه ردّ الابن, انسان يعرف أنه سيذبح
فيمتثل للأمر الالهي ويقدم المشيئة ويطمئن
والده أنه سيجده.. ان شاء الله.. منا الصابرين.
فلما تناول ابراهيم عليه السلام من اسماعيل الحبل
ليوثقه والسكين في يده ليذبحه, قال اسماعيل له:
يا أبتاه, اذا أردت ذبحي فاشدد وثاقي لئلا يصيبك شيء من دمي
فينقص أجري, ان الموت لشديد, ولا آمن أن أضطرب عند الذبح
اذا أحسست مس السكين, واشحذ شفرتك حتى تجهز عليّ سريعا,
فاذا أنت أضجعتني لتذبحني, فاكببني على وجهي,
ولا تضجعني لجنبي, فاني أخشى ان أنت نظرت الى وجهي
أن تدركك رقة, فتحول بينك وبين تنفيذ أمر ربّك فيّ, وان أردت أن
تردّ قميصي على أمي فافعل, فعسى أن يكون هذا أسلى لها.
فقال ابراهيم: نعم العون أنت يا بني على أمر الله.
ثم شحذ ابراهيم شفرته, وأحكم وثاق ابنه, وكبّه على
وجهه اعلا جبينه الى الأرض متحاشيا النظر الى وجهه,
وبسمل واستشهد ثم همّ بذبحه, ولم يكد يسحب السكين
على قفا ابنه ليذبحه, حتى سمع مناديا ينادي,
ماذا يقول المنادي اذن؟ انه يبشر بالمعجزة الكبرى.
قال المنادي يا ابراهيم؛ قد صدقت الرؤيا, فافتد ابنك بذبح عظيم..!!
نظر ابراهيم عليه السلام الى حيث سمع المنادي,
فوجد بجانبه كبشا أبيض أعين أقرن, فعرف أن الله سبحانه عز وجل
قد أرسل هذا الكبش فداء لابنه اسماعيل, وقيل ان هذا
الكبش رعى في الجنة أربعين خريفا الطبري في الريخه 1\\277,
وكان يرتفع في الجنة حتى تشقق, وكان له ثغاء,
وقيل انه الكبش الذي قرّبه هابيل ابن آدم فتقبّل منه, تاريخ الطبري.
أخلى ابراهيم ابنه من وثاقه, وهو يقبّله باكيا من شدة الفرح
ويقول: يا بنيّ؛ لقد وهبت لي اليوم من جديد.
ثم أوشق الكبش جيدا, وذبحه شاكرا ربه, وكان هذا البلاء العظيم
الذي ابتلى الله به ابراهيم واسماعيل عليهما السلام هو اختبار عظيم,
ومعجزة بكل المقاييس من المعجزات التي ساقتها ارادة الله عز وجلّ لهما,
وقد ضرب ابراهيم واسماعيل عليهما السلام المثل العظيم في
الرضا والتسليم بقضاء الله وقدره, والطاعة الخاشعة المؤمنة لأمر الله,
فوهبهما الله هذه المعجزة الكريمة, والأضحية المباركة.
وقد تحدّث القرآن الكريم عن هذه المعجزة في لحظتها الحاسمة فقال عز وجل:
{ فلما أسلما وتلّه للجبين** الصافات 103.
قيل: أسلما:أي استسلما لأمر الله وعزم على ذلك فما ان ألقاه الى وجهه:
{ وناديناه أن يا ابراهيم* قد صدّقت الرؤيا, انا كذلك
نجزي المحسنين*
ان هذا لهو البلاء المبين* وفديناه بذبح عظيم**. الصافات 104-108. ملخص قصه سيدنا صالح عليه السلام أرسله الله إلى قوم ثمود وكانوا قوما جاحدين آتاهم الله
رزقا كثيرا
ولكنهم عصوا ربهم وعبدوا الأصنام وتفاخروا بينهم بقوتهم فبعث الله
إليهم صالحا مبشرا ومنذرا ولكنهم كذبوه وعصوه وطالبوه بأن يأتي
بآية ليصدقوه فأتاهم بالناقة وأمرهم أن لا يؤذوها ولكنهم أصروا
على كبرهم فعقروا الناقة وعاقبهم الله بالصاعقة فصعقوا جزاء
لفعلتهم ونجى الله صالحا والمؤمنين.
جاء بعد قوم عاد قوم ثمود، وتكررت قصة العذاب بشكل مختلف مع ثمود.
كانت ثمود قبيلة تعبد الأصنام هي الأخرى،
فأرسل الله "سيدنا صالحا" إليهم.. وقال صالح لقومه:
يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ
غَيْرُهُنفس الكلمة التي يقولها كل نبي.. لا تتبدل ولا تتغير،
كما أن الحق لا يتبدل ولا يتغير.. فوجئ الكبار من قوم صالح بما يقوله..
إنه يتهم آلهتهم بأنها بلا قيمة، وهو ينهاهم عن عبادتها
و يائمرهم بعبادة الله وحده. وأحدثت دعوته هزة كبيرة في المجتمع..
وكان صالح معروفا بالحكمة والنقاء والخير. كان قومه
يحترمونه قبل أن يوحي الله إليه ويرسله بالدعوة إليهم.. وقال قوم صالح له:
قَالُواْ يَا صَالِحُ قَدْ كُنتَ فِينَا مَرْجُوًّا
قَبْلَ هَـذَا أَتَنْهَانَا أَن نَّعْبُدَ مَا يَعْبُدُ
آبَاؤُنَا وَإِنَّنَا لَفِي شَكٍّ مِّمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ مُرِيبٍتأمل وجهة نظر الكافرين من قوم صالح. إنهم يدلفون إليه من باب شخصي بحت.
لقد كان لنا رجاء فيك. كنت مرجوا فينا لعلمك وعقلك وصدقك وحسن تدبيرك،
ثم خاب رجاؤنا فيك.. أتنهانا أن نعبد ما يعبد آباؤنا؟! يا للكارثة..
كل شيء يا صالح إلا هذا. ما كنا نتوقع منك أن تعيب آلهتنا التي
وجدنا آبائنا عاكفين عليها.. وهكذا يعجب القوم مما يدعوهم إليه.
ويستنكرون ما هو واجب وحق، ويدهشون أن يدعوهم
أخوهم صالح إلى عبادة الله وحده. لماذا؟ ما كان ذلك كله
إلا لأن آبائهم كانوا يعبدون هذه الآلهة.
ورغم نصاعة دعوة صالح عليه الصلاة والسلام، فقد بدا واضحا
أن قومه لن يصدقونه. كانوا يشكون في دعوته، واعتقدوا أنه مسحور،
وطالبوه بمعجزة تثبت أنه رسول من الله إليهم.
وشاءت إرادة الله أن تستجيب لطلبهم. وكان قوم ثمود
ينحتون من الجبال بيوتا عظيمة. كانوا يستخدمون الصخر في البناء،
وكانوا أقوياء قد فتح الله عليهم رزقهم من كل شيء.
جاءوا بعد قوم عاد فسكنوا الأرض التي استعمروها.
قال صالح لقومه حين طالبوه بمعجزة ليصدقوه:
وَيَا قَوْمِ هَـذِهِ نَاقَةُ اللّهِ لَكُمْ آيَةً
فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ
اللّهِ وَلاَ تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ قَرِيبٌو الأيه هي المعجزة، ويقال إن الناقة كانت معجزة لأن صخرة
بالجبل انشقت يوما وخرجت منها الناقة.. ولدت من غير الطريق
المعروف للولادة. ويقال إنها كانت معجزة لأنها كانت تشرب المياه
الموجودة في الآبار في يوم فلا تقترب بقية الحيوانات من المياه
في هذا اليوم، وقيل إنها كانت معجزة لأنها كانت تدر لبنا يكفي
لشرب الناس جميعا في هذا اليوم الذي تشرب فيه الماء فلا يبقى
شيء للناس. كانت هذه الناقة معجزة، وصفها الله سبحانه وتعالى بقوله:
نَاقَةُ اللّهِ
مقططفات من قصة موسى علية السسسلام
أمر الله سبحانه و تعالى موسى عليه السلام بالذّهاب إلى فرعون
فشكا إلى الله تعالى ما يتخوف من آل فرعون في القتيل الذى قتله
وعقدة لسانه؛ فإنه كان في لسانه عقدة تمنعه من كثير من الكلام،
قيل إنه أصابه في لسانه لثغة بسبب تلك الجمرة التي وضعها على لسانه
والتي كان فرعون أراد اختبار عقله حين أخذ بلحيته وهو صغير،
فهمَّ بقتله فخافت عليه آسية، وقالت: إنه طفل فاختبره بوضع تمرة وجمرة بين
يديه،
فهمَّ بأخذ التمرة فصرف الملك يده إلى الجمرة فأخذها فوضعها على
لسانه فأصابه لثغة بسببها، فسأل زوال بعضها بمقدار ما يفهمون قوله،
ولم يسأل زوالها بالكلية.
وسأل ربه أن يعينه بأخيه هارون؛ يكون له ردءاً، يتكلم عنه الكثير مما لا
يفصح
به لسانه، فآتاه الله عز وجل سؤله، وحل عقدة من لسانه،
وأوحى الله إلى هارون فأمره أن يلقاه.
{قَالَ رَبِّ إِنِّي قَتَلْتُ مِنْهُمْ نَفْساً
فَأَخَافُ أَنْ يَقْتُلُونِي،
وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَاناً فَأَرْسِلْهُ
مَعِي رِدْءاً يُصَدِّقُنِي إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُكَذِّبُونِي}
{وَاجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي، هَارُونَ
أَخِي، اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي،
وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي، كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيراً، وَنَذْكُرَكَ
كَثِيراً، إِنَّكَ كُنْتَ بِنَا بَصِيراً،
قَالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَا مُوسَى}.
فلما ذهبا الى فرعون وبلّغاه ما أرسلا به من دعوته إلى عبادة الله تعالى
وحده لا شريك له، وأن يفكَّ أسارى بني إسرائيل من قبضته
وقهره وسطوته، ويتركهم يعبدون ربهم حيث شاؤاو يتفرغه لتوحيده ودعائه
والتضرّع لديه.
فتكبَّر فرعون في نفسه وعتا وطغى ونظر إلى موسى بعين الازدراء والتنقص
قائلاً له:
{ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيداً وَلَبِثْتَ فِينَا
مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ}
أي أما أنت الذي ربيناه في منزلنا وأحسنا إليه وأنعمنا عليه مدة من الدهر؟
{وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ وَأَنْتَ
مِنْ الْكَافِرِينَ}
أي وقتلت الرجل القبطيّ وفررت منا وجحدت نعمتنا.
فقال موسى {قَالَ فَعَلْتُهَا إِذاً وَأَنَا مِنْ
الضَّالِّينَ}
أي قبل أن يوحى إلي وينزل علي
{فَفَرَرْتُ مِنْكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِي
رَبِّي حُكْماً وَجَعَلَنِي مِنْ الْمُرْسَلِينَ}
ثم قال مجيباً لفرعون عما امتن به من التربية والاحسان إليه
{وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّهَا عَلَيَّ أَنْ عَبَّدْتَ
بَنِي إسرائِيلَ}
أي وهذه النعمة التي ذكرت من أنك أحسنت إلي وأنا رجل واحد من بني إسرائيل
تقابل ما
استخدمت هذا الشعب العظيم بكماله واستعبدتهم في أعمالك وخدمتك وأشغالك.
{قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ، قَالَ
رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ
وَمَا بَيْنَهُمَا إنْ كُنتُمْ مُوقِنِينَ، قَالَ لِمَنْ حَوْلَهُ أَلا
تَسْتَمِعُونَ،
قَالَ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمْ الأَوَّلِينَ، قَالَ إِنَّ رَسُولَكُمْ
الَّذِي أُرْسِلَ
إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ، قَالَ رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَمَا
بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ}.
فلما جحد فرعون وجود الله تعالى و صنعه و خلقه و زعم انه هو الرب و الاله
{وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلأُ مَا
عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي}.
و استمرّ على طغيانه وعناده وكفرانه فلما قامت الحجج على فرعون
وانقطعت شبهته ولم يبق له قول سوى العناد عدل إ
لى استعمال سلطانه وجاهه وسطوته:
{قَالَ لَئِنْ اتَّخَذْتَ إِلَهَ غَيْرِي
لأَجْعَلَنَّكَ مِنْ الْمَسْجُونِينَ، قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكَ بِشَيْءٍ
مُبِينٍ، قَالَ فَأْتِ بِهِ إِنْ كُنْتَ مِنْ الصَّادِقِينَ، فَأَلْقَى
عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُبِينٌ، وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ
بَيْضَاءُ لِلنَّاظِرِينَ}.
وهكذا لما أدخل موسى عليه السلام يده في جيبه واستخرجها أخرجها
وهي كفلقة القمر تتلألأ نوراً تبهر الأبصار فإذا أعادها إلى جيبه رجعت إلى
صفتها الأولى.
ومع هذا كله لم ينتفع فرعون - لعنه الله - بشيء من ذلك بل استمر
على ما هو عليه، وأظهر أن هذا كله سحر، وأراد معارضته بالسحرة
فأرسل يجمعهم من سائر مملكته
فرعون يجمع السحرة
قال تعالى: {وَلَقَدْ أَرَيْنَاهُ آيَاتِنَا كُلَّهَا
فَكَذَّبَ وَأَبَى، قَالَ أَجِئْتَنَا
لِتُخْرِجَنَا مِنْ أَرْضِنَا بِسِحْرِكَ يَا مُوسَى، فَلَنَأْتِيَنَّكَ
بِسِحْرٍ مِثْلِهِ فَاجْعَلْ
بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ مَوْعِداً لا نُخْلِفُهُ نَحْنُ وَلا أَنْتَ مَكَاناً
سُوًى،
قَالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ وَأَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى}.
يخبر تعالى عن استكبار فرعون وقوله لموسى إنَّ هذا الذي
جئت به سحر ونحن نعارضك بمثله، ثم طلب من موسى أن
يواعده إلى وقت معلوم ومكان معلوم.
وكان هذا من أكبر مقاصد موسى عليه السلام أن يظهر آيات الله وحججه
وبراهينه جهرة بحضرة النّاس
ولهذا: {قَالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ}
وكان يوم عيد من أعيادهم ومجتمع لهم
{وَأَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى}
أي من أول النهار في وقت اشتداد ضياء الشمس فيكون الحق أظهر وأجلى،
ولم يطلب أن يكون ذلك ليلاً في ظلام ، بل طلب أن يكون نهاراً جهرة لأنه
على بصيرة من ربِّه ويقين بأن الله سيظهر كلمته ودينه
فذهب فرعون فجمع من كان ببلاده من السحرة، وكانت بلاد مصر في
ذلك الزمان مملوءة سحرة فضلاء، في فنهم غاية، فجمعوا له من كل بلد،
ومن كل مكان، فاجتمع منهم خلق كثير
وحضر فرعون وأمراؤه وأهل دولته وأهل بلده عن بكرة أبيهم.
وذلك أن فرعون نادى فيهم أن يحضروا هذا الموقف العظيم فخرجوا وهم يقولون: {لَعَلَّنَا نَتَّبِعُ السَّحَرَةَ إِنْ كَانُوا هُمْ
الْغَالِبِينَ}.
وتقدم موسى عليه السلام إلى السحرة فوعظهم وزجرهم
عن تعاطي السحر الباطل الذي فيه معارضة لآيات
الله وحججه،
فقال: {وَيْلَكُمْ لا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ
كَذِباً فَيُسْحِتَكُمْ
بِعَذَابٍ وَقَدْ خَابَ مَنْ افْتَرَى، فَتَنَازَعُوا أَمْرَهُمْ
بَيْنَهُمْ}.
قيل: معناه أنهم اختلفوا فيما بينهم،
فقائل يقول: هذا كلام نبي وليس بساحر،
وقائل منهم يقول: بل هو ساحر فالله أعلم. وأسرّوا التناجي بهذا وغيره.
{قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا
أَنْ نَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَى،
قَالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ
مِنْ سِحْرِهِمْ
أَنَّهَا تَسْعَى، فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى، قُلْنَا لا
تَخَفْ
إِنَّكَ أَنْتَ الأَعْلَى، وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا
صَنَعُوا إِنَّمَا
صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى}.
لما اصطف السحرة ووقف موسى وهرون عليهما السّلام تجاههم
قالوا له إما أن تلقي قبلنا، وإما أن نلقي قبلك؟
{قَالَ بَلْ أَلْقُوا} أنتم وكانوا قد أخذوا
حبال وعصيّ
فملؤها الزئبق وغيره من الآلات التي تضطرب بسببها تلك
الحبال والعصي اضطراباً يخيل للرائي أنها تسعى باختيارها،
وإنما تتحرك بسبب ذلك. فعند ذلك سحروا أعين الناس واسترهبوهم
وألقوا حبالهم وعصيهم وهم يقولون
{بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ إِنَّا لَنَحْنُ الْغَالِبُونَ}.
{وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ
مَا يَأْفِكُون،
فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ، فَغُلِبُوا هُنَالِكَ
وَانقَلَبُوا صَاغِرِينَ،
وَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ، قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ
الْعَالَمِينَ، رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ}.
وذلك أن موسى عليه السلام لما ألقاها صارت حية عظيمة ذات
عنق عظيم وشكل هائل مزعج بحيث أن الناس خافوا منها وهربوا
سراعاً وأقبلت هي على ما ألقوه من الحبال والعصي فجعلت
تلقفه واحداً واحداً في أسرع ما يكون من الحركة،
والناس ينظرون إليها ويتعجّبون منها.
وأما السّحرة فإنهم رأوا ما هالهم وحيّرهم في أمرهم و لم يكن
في خلدهم ولا بالهم فعند ذلك أنَّ هذا ليس بسحر ولا شعوذة ولا خيال
بل حق لا يقدر عليه إلا الحق وكشف الله عن قلوبهم غشاوة الغفلة
وأنارها وأنابوا إلى ربهم وخرّوا له ساجدين وقالوا جهرة للحاضرين
ولم يخشوا عقوبة فرعون
كما قال تعالى {فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّداً
قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ
هَارُونَ وَمُوسَى قَالَ آمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ
لَكَبِيرُكُمْ الَّذِي عَلَّمَكُمْ
السِّحْرَ فَلَسَوْفَ تَعْلَمُونَ لأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ
وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ
وَلأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ، قَالُوا لا ضَيْرَ إِنَّا إِلَى رَبِّنَا
مُنْقَلِبُونَ،
إِنَّا نَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لَنَا رَبُّنَا خَطَايَانَا أَنْ كُنَّا
أَوَّلَ الْمُؤْمِنِينَ}.
و بسس كذا خخخلص الموضوع
أسسسسفهـ ع الإطاااالهـ و أتمنى أنكم أستفدتو
لا تنسسسو التقيمم إذا عجبكم الموضوع
ربي يححححححفظكم